بعد أيام .. أصبح كلام الحب والكلام الفاحش لا يفارقهما .. فتلك الداعيّـه .. أمست مريضة القلب .. ذبُـل وجهها ,, وإنطفئ
نور الإيمان .. في عينيها .. أصبحت تتحرى وتنتظر دخوله إلى المسنجر .. مّـر .. يوم .. يومان .. لم يدخل .. في اليوم
الثالث دخل .. فقالت له بلهفه وشوق أين أنت .. إنتظرتك كثيراً .. قلقت عليك ..
قال هو : أنا بخير .. ولم يبادلها المشاعر التي إعتادت أن تراها منه .. فقالت له : مابك يا خالد .. لما تغـيّرت؟ هل أنا
ضايقتك بأمر .. قال : لا ,, قالت إذن ماذا؟ قال لها أريد أن أراكِ أريد أن نلتقي أرجوكِ فلم أعد أستطيع أن أبعد عنكِ .. وأنا
منذو يومين لم أدخل ,, حتى لا أضايقك بطلبي هذا ..
قالت له كيف تراني وأين ؟ قال : في الصباح حين تذهبين للكليه ,, سأكون هُناك أنتظركِ .. قالت صعبه كيف ذلك .. أنا في
حياتي لم أقابل رجل غريب أو أجلس معه , بل في حياتي لم يرَ وجهي رجل أجنبي .. ولم يراني إلا محارمي ..
قال لها : أنا زوجك مابكِ .. لا تخافي ,, وأنا شخص إلتزمت والله قد هداني .. وصدقيني وأقسم لكِ أنني لم أؤذيك .. ولن
ألمس جزء منكِ .. إطمأنت المسكينه قليلاً .. فوافقت وكانت هُنا الطامه.. طلب هاتفها الخلوي لكي يستطيع أن يتصل
بها ..
وعلى الموعد في الساعه التاسعه صباحاً .. إرتدت أجمل مالديها من ثياب .. وتعطرت بأجمل العطور .. وزيّنت وجهها ببعض مساحيق التجميل ..
ثم ويا للأســف .. إرتدت خمارها وعباءة الــرأس .. والقفازات والجوارب..!
خرجت إلى الجامعه .. أنزلوها أهلها وغادروا.. كان بإنتظارها " خالد " دق هاتفها .. وكانت رنته كدقة الموت في قلبها ..
خافت ووجلت .. قالها لها : إنظري إلى تلك السيّـاره البيضاء المغيّمه نوافذها ..
كانت نوافذ السيارة سوداء .. مخيفه .. وكان لا يتضح من بداخل تلك السيارة .. أخذت خطواتها تتقدم لتلك السيارة ..
وقلبها يرجف وأطرافها ترتعد .. ركبت فصممت من الرهبه .. قالت بصوت منخفض خائف
" السلام عليكم " قال الذئب " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته " أهلاً وسهلاً .. ماشاء الله تبارك الله ..
لقد أصبتُ الإختيار .. ثبتكِ الله على الدين والطاعه يا غاليتي ..
هي صامته قلبها يدق بسرعه وكأن الزمن سينتهي بدقات قلبها ..
أخذ يدها قال مابكِ .. خائفه .. سحبت يدها وقالت أرجوك .. تحرّك بسرعه قبل أن يرانا أحد ..
أدار مقود السيارة .. فإتجه إلى أحد المباني الكبيرة .. بها الشقق المفروشه للإيجار .. هُناك حيث كاد أن يضيع العفاف
لولا ستر الله ورحمته ..
نزل هو من السيارة .. أخذها من يدها ... قالت أين لم نتفق على ذلك .. إتفقنا أن نجلس في السيارة فقط .. قال لا
ياحبيبتي أريد أن أرى وجهكِ الجميل .. كذلك حتى تطمأني أنتِ .. ولا يراكِ أحد , ساعه فقط وسأرجعكِ إلى الجامعه ..
إطمأنت قليلاً .. وركبت المصعد معه .. في لحظات خوف وترقّب ..
دخلا إلى الشقه .. قال لها : تفضلي حبيبتي .. دخلت وبقلبها إنقباض وخوفها من الله يقتلها وإلا به يرفع خمارها عن
وجهها .. ويقول سبحان الخالق .. ما أجملكِ .. طبع قبله شيطانيه على رأسها وأراد أن يقترب منها لينال ما يُريد .. فأكبت
باكيةً .. قال لها : لا تخافي أنتِ مع زوجكِ .. قالت له أريد بعض الماء .. ذهب ليحضر الماء .. فأسرعت وفتحت الباب
وخرجت .. أوقفت أحد السيارات وقالت له أرجوك أرجوك .. خذني من هنا ..
وكان رجل تبدو عليه ملامح الإستقامه .. ركبت معه .. باكيةً .. ضعيفه .. منكسره .. قالت له كل ماحدث .. ذكـّرها بالله عز
وجل .. وأن هذا من لطفه ورحمته أن أنقذكِ .. وجعل هذا الموقف عظه وعبره لكِ ولكل فتاة .. خدعها الذئاب .. وغرروا بها ..
أنزلها إلى الجامعه .. نزلت من السيارة .. منكسرة .. تجُـر خطُى الذل ,, وتترجع كأس الندم .. ولكأن هموم الدنيا بأجمعها
على رأسها ذهب رونق ذلك الوجه الإيماني .. بدأ شاحباً .. أنهكته الذنوب والمعاصي .. بكت .. ندمت كثيراً ..
شكرت الله كثيراً وحمدته .. بعد ذلك .. أخرجت جهازها الحاسوبي من المنزل .. وكسرت شريحة الجوال .. وعادت لدروسها
في المسجد .. وحلقاتها في الجامعه .. وجهودها الدعويه في الحي وبين صديقاتها ..
تفتحت تلك الزهرة الذابله من جديد .. لم تخُـبر أحداً بما حصل لها .. ظل شبح الماضي يخيفها .. ولكن بإيمانها ..
وصبرها .. إستطاعت أن تقف على رجليّها مرةً أخـُـرى .. معاهدةً الله عز وجل على التوبه والإنابه ..
أخيتي هذا حال كثيرات ممن وقعن في وحل الرذيله بسبب هذا الجهاز .. فأحسني إستخدامه ولا تكوني ممن سقطن
وفات عليهن الإصلاح .. هذه قد ستر الله عليها .. وحفظها ربُما لصلاحها .. أو بدعاء والديها ..
ولكن أنتي .. نعم أنتي .. تفكّري جيداً .. ولا تقعي بما وقعت به هي .. فالجرة لا تسلم في كل مـرّه ..
إرجعي أخيتي وغاليتي إلى الله .. وإبدأي صفحةً جديده مشرقه .. وعاهدي الله عز وجل أن لا تعصيه أبداً ..
فرُبَّ دهر بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه ..
ختاماً .. نسأل الله عز وجل أن يحفظ نساء المسلمين .. من كيّد الضالين المضلين .. وأن يرزقنا وإياهن الستر والعفاف
والطهر .. وأن يهدي ضال المسلمين .. والحيارى الضائعين .. إلى جادة الصواب ..
هذا وإن أصبت فمن الله وتوفيقه ,, وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .. سبحانك اللهم وبحمدك .. لا إله إلا أنت أستغفرك
وأتوب إليك ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته