فان الغفلة اشد من المعصية
لان العاصي يشعر بذنبه و يتألم من معصيته،و لكن الغافل مشكلته أنه لا يشعر أنه في مشكلة.
تعلم …كيف تحصى ذنوبك؟
يحدثنا القرآن عن التوبة، فيقول الله عز وجل
"قل يا عبادي الدين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمه،الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم"
لا تظن أنك لست من المسرفين ، فالمؤمن دائما يتهم نفسه بالتقصير..
و في الأثر أن المؤمن يرى ذنوبه على قلتها كالجبل
يوشك أن يقع عليه…
و أن الكافر يرى ذنوبه على كثرتها كذبابة
يهشها بيده فتطير
كان سفيان الثوري أحد التابعين يحكى عن نفسه فيقول
جلست يوما اعد ذنوبي فإذا بها 21 ألف ذنب،فقلت لنفسي تلقى الله يا سفيان
ب21 ألف ذنب، تقف بين يدي الله يسألك عن 21 ألف ذنب ذنبا ذنبا..ماذا تقول؟
والله ليسقطن لحم وجهك خجلا و أنت تعرض قبائحك على الله ..ثم قال لنفسه
يا سفيان هذا ما تذكرته من الذنوب،فكيف بما أحصاه الله ونسيته أنت؟
ناس كثير تنام عن معصية و تصحي تنساها…
لكن يا ترى أتنست عند الله أم لا؟
يقول ربنا سبحانه و تعالى
أحصاه الله و نسوه
ويقول عز وجل
"ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه و يقولون ياويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا."
و يقول الله عز وجل
"يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها و بينه أمدا بعيدا"
فقال سفيان
والله لاستغفرن عنها ذنبا ذنبا
فقال: فجلست أتذكر سنه سنه من عمري..
حاول تقعد مع نفسك و تفتكر ذنوب السنوات الماضية،لان من المصائب أن نظن أن الذنوب التي تركناها قد غفرت..
ولكن الذنب لا يغفر إلا بتوبة…
لكن الذنوب التي تركتها لم تغفر بعد
لأنك لم تتب منها
أحذر التراخي
يقول تعالى
"إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب،فأولئك يتوب الله عليهم"
و المقصود بالجهالة هو الجهل بمقام الله و ليس الجهل بكون المعصية حلال أم حرام..
أي توبوا قبل أن تموتوا..توبوا قبل أنتنسوا ذنوبكم
سئل الحسن البصري عن تفسير قوله تعالى
"كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون"
قال:هو الذنب فوق الذنب حتى يعمى القلب..
فسارع لتمحى ذنوبك فلا تتذكرها يوم القيامة.