عـن بشـر بـن الحارث الحافى أنه قـال: اعترضت قـاطع طريق يدعى عكبر الكردى, فقلت له: ماسبب رجوعك الى الله تعالى؟ فقال: كنت فى بعـض الضـواحـى أقطـع الطــريــق, وكـان فيـهـا ثــلاث نخـلات نخـلة منهـا لاتثمــر, واذا بعصفــور يـأخذ من حمـل النخلـة التـى تثمر رطبـه فيضعهـا فـى النخلة التى لاتثمر, فلم أزل أعد عليه عشر مرات, فخطر بقلبى: قم وانظر! فنظرت, فاذا فى رأس النخلة حية عمياء- والعصفور يضع الـرطبـات فـى فـم الحيـة.فبكيـت وقـلت: ياسيدى! هذه حية قد أمر نبيك بقتلهـا؛ أعميتها وأقمت لها عصفورا يقوم بالكفاية؛ وأنا عبدك, أقر بـأنـك واحـد, أقمتنـى لقطـع الطـريـق واخـافـة السبيـل؟! فوقع فى قلبى: يـاعـكبـر! بـابـى مـفـتـوح, فـكسـرت سيـفــى, ووضـعـت التـراب علـى رأســى, وصـحـت: التـوبـة ! التـوبـة! فـاذا بـهـاتـف يـقــول : قــد تبـنـا عليـك! فانتبه رفقائى, فقالوا: مالك؟ قد أزعجتنا! فقلت : كنت مهجورا, وقد صولحت, فقالوا : ونحن أيضا كنا مهجورين, وقد صولحنا, فرمينا ثيـابنـا واغـتسلنـا وأحرمنـا كلنـا, فما زلنا كذلك ثلاثة أيام نصيح ونبكى ونحـن حيـارى, فوردنـا اليـوم الثالث علـى قـريـة, واذا بـامـرأة عميـاء جالسة على باب القرية, فقالت فيكم عكبر الكردى؟ فقال أحدنا نعم, ألك حـاجـة؟ قـالـت نعـم؛ لـى ثلاث ليال أرى النبى صلى الله عليه وسلم فى النـوم, وهـو يقـول : اعـط عكبر ماتركه ولدك, فأخرجت لنا ستين شقة أى قـطـعة فـائـتـزرنا (الايـذار هـو مـايـلبـسـه الـرجـل ليغطى عـورته) ببعضها ودخلنا البادية الى أن أتينا البيت